الحياة في المعهد العالي لعلوم وتقنيات المواد (ISTM) هي تجربة تتسم في آنٍ واحد بالتحدي والإثارة. يستكشف الطلاب والأساتذة في هذا المعهد مجالاً متقدماً في الابتكار، حيث تلتقي الكيمياء والفيزياء والهندسة من أجل تطوير مواد ذات خصائص فريدة.
تتميز أيام الطلاب بالتنقل بين الدروس النظرية والأعمال التطبيقية. في قاعات المحاضرات، يدرسون البنية الجزيئية للبوليمرات، وخصائصها الميكانيكية والحرارية والكهربائية، بالإضافة إلى تطبيقاتها في مجالات مثل الطيران، والطب، والتغليف. أما في المختبرات، فيتعاملون مع أجهزة متطورة لتخليق بوليمرات جديدة، وتحليل أدائها، أو تحسين عمليات تصنيعها. ويُصبح جهاز قياس اللزوجة الشعري، وآلة البثق، والأشعة تحت الحمراء، والمكبس الهيدروليكي الحراري، وآلة الشد أدواتهم اليومية.
يؤدي الأساتذة، وهم باحثون شغوفون، دوراً محورياً في هذا السياق. فهم يوجهون الطلاب في مشاريعهم البحثية، ويشاركون معارفهم في الندوات، ويتعاونون مع القطاع الصناعي لتطوير مواد مبتكرة. وقد تركز أبحاثهم على البوليمرات القابلة للتحلل الحيوي، أو المركّبات عالية الأداء، أو الهلاميات الذكية، مما يمهد الطريق نحو تقدمات تكنولوجية كبيرة.
أما الرحلات التطبيقية، فتمكّن الطلاب من مغادرة المختبرات لزيارة المصانع ومراكز البحث أو الشركات المتخصصة في مواد البوليمر. وتمنحهم هذه الزيارات فهماً عملياً للتطبيقات الصناعية والتحديات المهنية، وتُلهمهم بأفكار جديدة لأبحاثهم الخاصة. وتُسهم هذه الأنشطة في تعزيز المهارات التقنية، وروح الفريق، والشغف بالابتكار.
تلعب النوادي العلمية أيضاً دوراً مهماً في الحياة الطلابية، حيث يقودها طلاب متحمسون ينظمون ورشات عمل ومحاضرات ومشاريع تعاونية لتعميق معارفهم خارج نطاق الدروس الرسمية.